الأحد، 16 نوفمبر 2008

لاحول ولا قوة إلا بالله

من دمياط حملت حقيبتي متوجها إلى وحدتى العسكرية بالقاهرة. طريق صعب ليس في طوله وإنما في تكلفته المادية علي.
الحمد لله طلما عندي كلفة العودة مرة أخرى فلن أنتظر حتى يصل المرتب. من ميدان رمسيس ركبت أتوبيس النقل العام المتوجه إلى مدينة نصر. ... فرصة جيدة لتوفير بعض المال...قبل العباسية بقليل كالبرق إنسلخ كائن داخل الأتوبيس....وعلى غير عادة المحصل لم يسأله عن التذكرة...في الواقع هو لم يعره أي إهتمام...كأنه غير موجود.
تخيلت أنه مجنون أو .... أو أي شئ لا أدري....كانت مشاعري متناقضة....الذي أمامي لاأستطيع فهمه......ولاأقدر حتى على النظر إليه......لكن الثقب الغائر في رأسه....يظهر بوضوح مخه.....لاأدري كيف....يجعلك ترتبك....ماهذا.....أين أنا....نظرت إلى جانبي الشارع ربما...ربما هذا من ضحايا الصرب أو لعله فر من جحيم الصومال......هل هذه أم الدنيا أم أم البؤساء؟؟؟
أفكار كثيرة دارت في رأسي الذي كان يعمل فوق طاقته تحت غطاء من الحيرة والغثيان...
وقعت عيني على كنيسة....ثم مسجد....مسجد آخر.....فكنيسة.....ثم إلتفت إلى الكائن.....ياربي...كان طفلا صغيرا لايزيد عمره عن العشر سنوات....مايلبسه من أوساخ تحمل ميكروبات تكفي لإبادة هذا العالم الذي صنع به ماصنع....ياترى يامساجد...أين أهلك...وأنت ياكنائس...أين زوارك......أين أنتم يامن تدعون إلى الرحمة والدين والتكافل....أين مواعظكم...أين مريدوكم.....أين الدور.....مافائدة كل تلك المباني.....وكل هؤلاء المريدين إذا لم ينزل الدين إلى الشارع يحمي هؤلاء النطف وفلذات الأكباد من هذا المصير المشئوم.
مر طيف أمام عيني لم أدركه .... نظرت مكان الطفل فلم أجده...لقد قفز من الأتوبيس.....وهو يسير بسرعة...لاأدري كيف فعلها.... يبدو أنه أحس أنني أتعاطف معه...لم يرضى بتعاطفي...لم يعد يريد شيئا من هذه الأرض المسماه وطن ...قفز من العربه...وكأنه يمارس هوايته في الوحدة....يارب إنه يحمل كما من الأذى...لاأدري ربما يدمر هذه .......هذه؟؟؟ البلد... لقد ألف القفز...فقد جاء إلى الدنيا قذفا.... وبالتأكيد خرج من دائرة الأسرة قذفا...ثم قدفته الغابه إلى مصيره المجهول....
مرت سنوات عديدة...وبدأت أرى في دمياط وعلى غير العادة بعض هؤلاء...معظمهم كما كنا نسمع كانوا من خارجها....إلا أن لوجودهم معنى.... وبدأنا نسمع عن قصص أطفال الشوارع ومآسيهم ، قل إن شئت فضائحنا.... ثم اليوم قرأت....مالم يكن يخطر لي على بال...قرأته في جريدة البديل......
فلننتظر.....عذابا من الله على مانرتكبه في حق هؤلاء.....ولعن الله كلمة إسمها "وأنا مالي" .
إن الله الكريم الرحيم ينزل المطر على العاصين أحيانا بسبب أطفال صغار رضع....فيكف ...فكيف....سينظر إلينا ربنا وبيننا هؤلاء المعدمين....والله لاأدري....وأسأل الله سبحانه أن يعاملنا برحمته...ولو عاملنا بعدله في هذه لهكلنا.....
التعليقات:
غير معرف يقول...
لقد عانت بلغاريا ورومانيا من مشكلة أطفال الشوارع فى فترة الحكم الشيوعى ولكن بعد سقوط حائط برلين وجدت الدول الأوربية أن وضع كهذا فى أوربا عبارة عن وصمة فى وجهها وبالتالى ساعد الاتحاد الأوربى بلغاريا ورومانيا وتم حل هذه المشكلة من خلال بناء دوراستقبال وإيواء ورعاية نهارية وإقامة دائمة وفصول للتعليم وعيادات متنقلة ومطابخ لتقديم وجبات ساخنة، هذا بالإضافة إلى الرعاية الاجتماعية والنفسية من جانب الأخصائيين.أما نحن فى مصر فنعترف بالمشكلة ونغمض أعيننا آملين أن نصبح يوما ونجدها أختفت من الوجود أو ظهر لها حل سحرى !! ولكن الواقع يقول أنها مازالت موجوده وفى ازدياد .. وبدل من أن نهتم بهذه الثروة البشرية .. نتركها وهى فى حقيقة الأمر 2 مليون مشكلة متنقلة !!اليوم أقترح اقتراحا قد يساعد فى حل هذه المشكلة وأطلب مساعدتكم فى تنقيح الفكرة ...أولا : ينبغى علينا أن نبحث عن شخصية مصرية شريفة ومشهود لها بالنزاهة ليتولى الاشراف المشروع القومى الانسانى " مشروع الأخ الكبير " وهو مشروع خارج اطار الحكومة وسيعتمد على الجهود الذاتية .ثانيا : تخصص الدولة مساحات أرض تتناسب مع هذه الأعداد لاقامة مدن فى الصحراء لايواء واعاشة وتأهيل هؤلاء الأطفال على أن تعتمد هذه المدن على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة وتكون مدن حديثه من حيث التصميم .ثالثا : نبدأ حملة تبرعات منظمة من الدول العربية والاشخاص على السواء وأن نضيف رسم بسيط على القادمين من الخارج .. على الا تدخل هذه الأموال خزينة الدولة بل تذهب رأسا لحساب مشروع الأخ الكبير البنكى. ولاسيما أن رئيس شركة "مايكروسوفت"، بيل غيتس، قد وقيع اتفاقية شراكة مع حملة "دبي العطاء"، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي، أواخر العام 2007، والتي تستهدف تعليم مليون طفل بعدد من الدول الفقيرة حول العالم.وفى المستقبل يمكن لنا أن نطلب من الحكومة الأمريكية أن تخصص جزء من المساعدات لمصر لصالح هذا المشروع الانسانى .ارجو من كل من يقراء هذا ان يزور ( مقالات ثقافة الهزيمة) فى هذا الرابط:www.ouregypt.us

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لقد عانت بلغاريا ورومانيا من مشكلة أطفال الشوارع فى فترة الحكم الشيوعى ولكن بعد سقوط حائط برلين وجدت الدول الأوربية أن وضع كهذا فى أوربا عبارة عن وصمة فى وجهها وبالتالى ساعد الاتحاد الأوربى بلغاريا ورومانيا وتم حل هذه المشكلة من خلال بناء دوراستقبال وإيواء ورعاية نهارية وإقامة دائمة وفصول للتعليم وعيادات متنقلة ومطابخ لتقديم وجبات ساخنة، هذا بالإضافة إلى الرعاية الاجتماعية والنفسية من جانب الأخصائيين.أما نحن فى مصر فنعترف بالمشكلة ونغمض أعيننا آملين أن نصبح يوما ونجدها أختفت من الوجود أو ظهر لها حل سحرى !! ولكن الواقع يقول أنها مازالت موجوده وفى ازدياد .. وبدل من أن نهتم بهذه الثروة البشرية .. نتركها وهى فى حقيقة الأمر 2 مليون مشكلة متنقلة !!

اليوم أقترح اقتراحا قد يساعد فى حل هذه المشكلة وأطلب مساعدتكم فى تنقيح الفكرة ...

أولا : ينبغى علينا أن نبحث عن شخصية مصرية شريفة ومشهود لها بالنزاهة ليتولى الاشراف المشروع القومى الانسانى " مشروع الأخ الكبير " وهو مشروع خارج اطار الحكومة وسيعتمد على الجهود الذاتية .

ثانيا : تخصص الدولة مساحات أرض تتناسب مع هذه الأعداد لاقامة مدن فى الصحراء لايواء واعاشة وتأهيل هؤلاء الأطفال على أن تعتمد هذه المدن على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة وتكون مدن حديثه من حيث التصميم .

ثالثا : نبدأ حملة تبرعات منظمة من الدول العربية والاشخاص على السواء وأن نضيف رسم بسيط على القادمين من الخارج .. على الا تدخل هذه الأموال خزينة الدولة بل تذهب رأسا لحساب مشروع الأخ الكبير البنكى. ولاسيما أن رئيس شركة "مايكروسوفت"، بيل غيتس، قد وقيع اتفاقية شراكة مع حملة "دبي العطاء"، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي، أواخر العام 2007، والتي تستهدف تعليم مليون طفل بعدد من الدول الفقيرة حول العالم.وفى المستقبل يمكن لنا أن نطلب من الحكومة الأمريكية أن تخصص جزء من المساعدات لمصر لصالح هذا المشروع الانسانى .

ارجو من كل من يقراء هذا ان يزور ( مقالات ثقافة الهزيمة) فى هذا الرابط:

www.ouregypt.us