الثلاثاء، 17 يونيو 2008

أعجبني ماكتبه الدكتور حمزة عامر. أحسست أنني أقرأ مخطوطة عن رأس البر في القرن العشرين..أقرأها وأنا في القرن الأربعين. أحسست أنها تتحدث عن شئ فقدناه ...فيها مرارة خفية...مرارة فقد هذه الرئة التي نتنفس منها جميع نحن أهالي دمياط......وآه يابلد.
كتب في المصري اليوم بتاريخ ١٧/٦/٢٠٠٨ يقول:

أتحدث إليكم من رأس البر
في هذا الصباح الهادئ الجميل أتحدث إليكم من رأس البر عروس النهر، وزينة البحر، ابنة دمياط البكر، وترمومتر رواج أسواقها، في هذا الصباح أيقظتني شقشقة عصفور علي شباكي كأنه يناجي معشوقته، بعدها سمعت نداء الجرايد، وافتقدت النداء القديم.. عيش، لبن،
كما افتقدت أغنيات محمد عيد أبوشنب حديد «لوكومادس».. دندرمه.. أجمل ما في الدنيا أن تسكن رأس البر.. سوف تعيش حلاوة الدنيا، شرقها مجري النيل الخالد يمتلئ بماء البحر بعدما توقف قطع سد فارسكور عندما كان الفيضان يصل أوجه في منتصف سبتمبر.. ومن بعدها كانت تبدأ أجمل أيام رأس البر في الخريف والسمان والسردين التي سجلها عمنا نجيب محفوظ مدمن رأس البر في الزمن الجميل.
اليوم رأس البر مصيف مصر كلها بكل قطاعاتها.. صفوتها ومجاهديها.. عمالها وفلاحيها. المنطقة الأولي بها فلل تتجاوز أسعارها الملايين العشر تستمتع بموقع نادر علي مستوي العالم.. وتنتشر بعد ذلك فنادقها وأعشاشها تستقبل جميع المستويات سواء من خلال الرحلات التي تنظمها النقابات أو الجمعيات أو من خلال الأسر والعائلات.
ومن تخطيط رأس البر الفريد أنك تستطيع العيش والحياة والتنزه مع أسرتك أو أصدقائك مهما كان مستوي دخلك.. فكل مستوي له ما يرضيه في الصباح علي بلاجات البحر أو الجربي، وفي المساء للمشاة علي سوق النيل المتنوع بكل جديد وفريد، أو في الجلسات الأسرية الحميمة بالفراندات أو علي شاطئ البحر ونسيم البحر واليود المركز.
يا سادتي رأس البر قطعة من الجنة مهددة بالتحول إلي قطعة من الجحيم، ويصرح عدوها بأن المصنع بعيد ستة كيلو مترات عنها، وللعلم ستة كيلو مترات التي يبتعد فيها المقر المزعوم يقطعها النسيم في ثلاث دقائق فقط لا غير..
يا أيها الناس لا نمانع في الاستثمار فهو وسيلة عيش وحياة، لكن لكل مقام مقال، لقد تلقيتم دعوة كريمة من منطقة الصناعات الكيميائية لحبايبنا في بلد الغريب السوايسة أجدع ناس فلما لا تلبوها.. أم أنكم غاويين وجع قلب ليكم ولينا.. ربنا يهديكم ويصرف عنكم شيطان العند!!
د. حمزة عامر

ليست هناك تعليقات: