الأربعاء، 13 أغسطس 2014

"كلمتين وبس"

علمت من بعض الأصدقاء المخلصين أن بعض صفحات الفيس بوك الخاصة بأهل قريتي الكرام "الشيخ ضرغام" قد تفضلوا بعمل إستبيان عن المرشحين المحتملين لمجلس الشعب القادم وقد تم الزج باسمي فيه بدون أي علم مني وعلى عكس رغبتي الحقيقية.

لا أخفي على الجميع أنه في فترة مابعد ثورة 25 يناير عرض على الترشح من بعض القوى السياسية ووعود بان يتم دعمي وتصاعدت هذه المطالب أثناء حكم الإخوان من بعض القوى المناوءة لهم. كما أن  الكثير من أبناء القرية عرضوا على الترشح  وقد كان ردي الرفض في كل مرة وكنت أفضل حينئذ أن أقف موقف الداعم لمن أراه أقرب إلى مصلحة الوطن وأجدر بالمنصب مني.

مع الوقت بدا واضحا لي أن العمل الإجتماعي الأهلي هو الأنسب لي وبت أفضل  أن أبدي وجهة نظري في الأمور العامة كتابة فقط وعلى فترات متباعدة جدا  ولا أتعدى ذلك بأي حال مخلصا لما نحاول القيام به في جمعية بناء ولما اتفقنا عليه بأن نبتعد عن المشاركة السياسية والإنتماء الحزبي وأن نركز في عمل أهلي نراه هو المطلب الملح لمصر في المرحلة الحالية. وعلى الرغم من المشاكل التي تواجه بناء والتحديات التي يضعها أمامها ضيقي الفكر وعبدة المناصب و الذيول والتي أثرت على أدائها خلال الفترة الماضية، إلا أنني مازلت مخلصا للفكرة والهدف.

قضية بناء هي قضية المعرفة التي غابت عنا وتسبب ذلك في استتفاه عقول الناس والإستخفاف بهم تحت مسميات من المعاني الجميلة وكلمات حق يراد بها الباطل سواء عمدا أو سهوا أو جهلا.
نرى أن مصر لن تتقدم أبدا للمقام الذي نتمناه لها إلا إذا تم بناء نظام تعليمي ومعرفي قادر على إنتاج عقول تستطيع تحمل تبعات الحاضر ومواجهة تحديات المستقبل المحتملة مثلنا في ذلك مثل كل بلاد العالم المحترمة. وهذا لايمكن للدولة أن تقوم به منفردة، لذلك هي تحتاج دعم كل مؤمن بهذه القضية. ونرى كذلك أن عدم المعرفة والجهل بكثير من الأمور الحياتية اليومية يتسبب في كوارث كثيرة للناس وإهدار لمقدرات الوطن. هذا فضلا عن أن الطامعون والجشعون والمتمسحون بتلابيب الدين أو الوطنية لايمكن بأي حال أن  يتكاثروا ويتحكموا في بيئة يحكمها العقل والمنطق السليم داخل ثوابت الدين والوطن. هؤلاء يحبون تجهيل الناس حتى تدين لهم رقابهم و هم سبب كل بلاء بمصر على مر العصور.

بناءا على ماسبق أرجو من الجميع ألا يزجوا باسمي في أي إستفتاء أو استبيان طالما لم يحصلوا على إذن مسبق مني. وليعلم الجميع أن السياسة ليست هي الباب الوحيد لخدمة المجتمع والناس ولنتذكر اناسا في قريتنا غيبهم الموت كانوا يتعهدون الناس بقضاء حوائجهم ولم ينتموا يوما لحزب او جماعة أو حتى جمعية خيرية.

ليست هناك تعليقات: