السبت، 19 يوليو 2014

مقال مصطفى النجار في المصري اليوم

شئ مقزز بالفعل مايحدث من بعض المحسوبين على الوطن، هل لهذه الدرجة وصل بنا الإستقطاب؟ هل لهذه الدرجة لم نعد نفرق بين خلاف سياسي وبين دور تاريخي لا نتفضل به لأنه قدرنا نحن المصريين؟ الأمر بالفعل أصبح محير ويبدو أن مبارك لم يترك في كل التيارات أي عاقل .... الكل لايهمه إلا أن ينتصر لوجهة نظرة حتى وإن كانت خاطئة وتضر الوطن .... أما مصر ...تاريخ مصر ... تضحيات مصر ... أمن مصر الإستراتيجي ...ليذهب كل ذلك إلى الجحيم.


أنظروا إلى ماتتناقله الكتابات عن العرى والسفالة في المسلسلات وعلى مايطفح به بعض نجوم الفضائيات من خبل في حق شعوب عربية شقيقة بلا أي حياء وبدون أي مراعاة ... لا أدري إلى أي مدى ستصمت الحكومة على ذلك ...هذا خطر لأن الصمت علامة الرضا ومشاركة في الجريمة ... الخطاب الإعلامي يجب ضبطه بقانون قبل أن يورد مصر المهالك.

إلى المقال:
ما يتقتلوا إحنا مالنا !



حالة من الصدمة عاشها المصريون وهم يرون القنوات الاسرائيلية تذيع مشاهد لإعلاميين مصريين يؤيدون فيها اسرائيل وقتلها للفلسطينين ويهاجمون المقاومة ويكيلون الشتائم للشعب الفلسطينى بأكمله، اذا شاهدت ما قاله هؤلاء الموتورون لن تصدق أن هذه قنوات مصرية بل وصل الامر للتليفزيون الرسمى المصرى الذي قالت احدى مذيعاته (ما يتقتلوا احنا مالنا ) وهى تشير لأهل غزة قى سياق الحديث عن المبادرة المصرية للتهدئة

حالة من الهستيريا التي ترتدى زورا ثوب الوطنية وترفع شعاراتها بينما هي بحمقها ونزقها تُقّزم مصر وتنهى دورها وتكسر مكانتها في قلوب أهل فلسطين وقلوب العرب الذين يقولون أن مصر هي الشقيقة الكبرى ثم يأتى هؤلاء المتحامقون الفاشلون مهنيا والساقطون فكريا ليسيئوا لمصر شعبا ونظام

دشن عدد من الشباب هاشتاج على موقع التويتر بعنوان (كلمة_للاعلام_المصري ) ظل متصدرا للمركز الأول على موقع تويتر لعدة أيام وحتى كتابة هذه السطور، احتوى الهاشتاج على رسائل غضب وسخط مما وصل إليه حال الاعلام في مصر من تردى وسقوط ولم تقف المشاركات على المصريين بل ظهرت مشاركات عربية من دول مختلفة كلها تشارك المصريين نفس الغضب وبعضها يدين ما يحدث من بعض الاعلاميين المصريين الذين تورطوا في سب واهانة شعوب عربية أخرى وسط حالة الهستيريا التي أصبحت تسيطر طول الوقت على المشهد الاعلامى في مصر

صناع القرار السياسى في مصر سيصيبهم نتاج ما يفعله هؤلاء واستمرار هذه الفوضى والانحطاط الذي يجعل أحدهم يرفع حذائه في وجه المشاهدين ويهدد بضرب كل من يرفض العدوان الاسرائيلى على غزة مع تورط إحداهن في سب شعب عربى شقيق واتهاهه بالعهر، كل هذا يفتح الباب للسؤال من الذي يقف خلف هؤلاء؟ ومن الذي يحميهم؟ وكيف يُتركون بسذاجتهم ونزقهم وجهلهم ليسيئون إلى المصريين ويورطون الدولة المصرية والنظام الحاكم بمثل هذه الممارسات البلهاء

إذا كان أصحاب رؤوس الأموال التي تنفق على هؤلاء وتتيح لهم هذه المساحات قد تجاهلوا فكرة المهنية والموضوعية ولم يعد يعنيهم كل ما يحدث فأين الدولة التي صار هؤلاء بحمقهم وتجاوزهم يشكلون خطرا على أمنها القومى وهم يثيرون الشقاق بين شعبها ويخلقون العدوات مع الشعوب الأخرى

في أي دولة تحترم القانون هذه العينة البائسة من المحسوبين على الاعلاميين زورا لن يكون مكانهم شاشات الفضائيات بل أقبية السجون التي سيدخلونها بعد تطبيق القانون عليهم بتهم التحريض على القتل والتمييز والازدراء وبث الكراهية وتأليب الشعوب على بعضها وتهديد الأمن القومى للبلاد

إن من أدمنوا إتهام الناس بالخيانة والحديث عن مؤامرات هم الذين يقفون اليوم بكامل ارادتهم في مربع الخيانة الحقيقية وهم يقولون إن اسرائيل ليست العدو ويباركون قتلها لشعبنا في فلسطين، إن التاريخ يوثق ما يقوله هؤلاء ليبقى عارا يلاحقهم في حياتهم وبعد مماتهم


يوما ما سنقيم دولة القانون التي تنتصر للقيم والعدل والإنسانية، وسينزل هؤلاء عن أماكنهم ليدفعوا ثمن إجرامهم في حق المصريين، وإذا كان بعضهم يرى ترك هؤلاء لهوى ما، فالسحر سينقلب على الساحر وسيقول الناس لهؤلاء ( لا عاصم اليوم من أمر الله )، ستدور الأيام وتتبدل المواقع ولن يفلت أحد بجرمه وما أعظم جرم من يزيف الوعى ويغيب الحقائق ويزرع الكراهية !

ليست هناك تعليقات: