الجمعة، 30 مايو 2014

حتى لايغيب

لامفر من الخاطرة
تطارد المعادلات وتحشر أنفها داخل دهاليز العقل
لاحل إلا بالتحرر منها والقائها على المدونة
(أكتبها كما هي وقد ينالها بعض الضبط مستقبلا إذا إحتاج الأمر)الخاطرة:
في أتوبيس العجب كنت أركب
صفين من الكراسي وفي الطرقة أطفال تلعب
كل للنافذة المجاورة له ينظر في عجب
وفي يده مذكرة يكتب فيها بلا تعب


قمت من مكاني
مررت على صفي
وجدت أن الجميع يجتر نفس الكلام المعلب
هذه أعظم بحيرة رأيتها
هذه أجمل شجرة
هذا أكبر ملعب
وفي الطرقة أطفال تلعب

قربت من السائق فوجدته يتأوه ..معذب
رجعت ناظرا للصف الآخر
فوجدت كل مقعد يشغله مقعد
يكتب كلاما ...نفس الكلام على مايراه
وفي الطرقة أطفال تلعب

أطرقت للأرض ...رفعت رأسي للسماء
هل هذا حلم .... أم..... مقلب؟
وكانت الأقدار .... فالأتوبيس استدار
وكل على حاله يكتب:
هذه أعظم بحيرة رأيتها
هذه أجمل شجرة
هذا أكبر ملعب
وفي الطرقة أطفال تلعب

هل أسكت ، أصنع شئ ...أم أرحل ...اذهب؟
قمت من مكاني
إخترت ... طرحت فكرتي على رأس الذي أمامي
أشرت له بالناحية الأخرى .... كنت تراها منذ ثوان 
لوى عنقه ...وتغلب
ذهبت لآخر ..ولآخر في نفس الصف
وأطفال في الطرقة تلعب

لا أمل في هذا الصف فعلت نفس الشئ مع  الآخر
لكن لم تنتهي العلب ولم ينفذ مخزون العبث
إذا أذهب ..... إذا أذهب
والأطفال؟ ....تتركهم؟
والأتوبيس الذي يسير للمجهول؟
تقفز منه؟
أطرقت للأرض
نظرت للسماء
والأطفال في الطرقة تلعب

السائق يضحك بهيستيريا ..... إنشق عقله نصفين
أصاب فكره التشتت نظر ورائه
بينما الأتوبيس يسير للمجهول
والأطفال مزالت تلعب وبعد لم تخلوا العلب.
جريت على السائق
إنتزعت المقود من يديه
وبعد لحظة بدأت أضحك بهستيريا
وأحسست ان عقلي يسال من أذني
أوقفت العربة
أنزلت الأطفال على الطريق
ومع أول منعطف قفزت منها متحسرا 
وذهبت والأطفال  مازالت تلعب
لكني وجدت معها بعض العلب ...ياإلهي .. واستمر الغضب

صحبتهم وذهبت لا أدري... أين أذهب.
أئن من شيخ وأمرأة على كتفي
وسباق مع قرص المغرب
نزلت عبرتان وتمتمتان ودعاااء للقريب ..الأقرب
وأنا سائر أجر التجربة ...تتشبث بملابسي بحذائي كالعقرب
فإذا ببرودة في كفتي وبسمة سرقت من شفاة اليأس تتقلب

داس التجربة ولملم شتات البصر ...
وانبهر . .اظن أن هذا هو الفجر
فجر!!! ... إلي أي جهة نمضي ... قلت نحن هنا من آخر فجر
من يوم أن ولدنا التاريخ في دنيا البشر 
إنه الفجر ..... ألا ترى أن شفقه قد إنفجر؟
لا لا ... كيف ذلك والضوء قد مال وانحسر
يا إلهي ماعدت أدري ليلا من نهار من غروب من سحر
ونزلت عبرتان من جوف الحيرة يذكران برب القدر
ولما لا...لما لايكون الفجر المنتظر.
وقفنا لا أدري كم عمرا وقفنا ...يا العجب
وقفنا حتى رأينا من يتعلق بقرص الشمس
يجره للأرض .. وعلى شعاعها أتى بسواد وسكب
نظرت فإذا اطفال مازالت تلعب
لملمت أشتات الحماسة والعقل .... لا وقت للتعب
وجريت ناحية ضوء الشمس ... نجاة لاهرب

ياإلهي ..... هييه ما أجمله من حلم
سمعني فابتسم وهو يدفعني على سيارة ..وانا مقعد ...
مازلت أتذكر الإبتسامة هي هي من يوم ان كان 
وسط الأطفال التي كانت تلعب
يذكرني دائما بقصتنا 
وانا أتمنى عليه أن يقصها على اطفاله
حتى لايضيع الأمل وأطفال أخرى تلهو وتلعب.

دكتور/ حسن المرشدي

ليست هناك تعليقات: