الجمعة، 29 نوفمبر 2013

على حساب الوطن

الصورة المرفقة هي مؤشر ودلالة على الغباء السياسي،

والرسالة هي أنه أعماكم الكره والعداوة عن العدل والحق .... لقد أصبح الإختلاف السياسي مع الإخوان عند البعض هو ثأر جنائي !!! .... كان يمكن ان يتفهم المرء ماحدث إذا قبض عليهن مثلا وأخلى سبيلهن بضمان ... أوحتى عوقبوا ماديا .... وربما يشطط عقلي ويتقبل السجن لشهور مثلا، أما هذا الذي يحدث وماسبقه من أحكام الـ 17 عاما الشهيرة فهذا يعني أنه لا وجود لدولة القانون بل لدولة الإنتقام.

ترى ما المكاسب التي كسبها النظام بهذه الأحكام المشددة؟ بالطبع لاشئ ...فلاهي ستردع زميلات هؤلاء من النزول للشارع ولاهي ستكسبه أنصار جدد  بل ماحدث سيصرف عنه الكثير .... ألم أحدثكم من قبل عن الطائفة السياسية الفاشلة والتي لاتتسابق إلا في الخطأ فقط؟
أعلم أن الأحكام غير نهائية وربما تنال هؤلاء البنات براءتهن في الجولة التالية من المحاكمة لكن بعد ماذا؟ بعد أن أصيب النظام القضائي في مقتل.
يقول الناس إن المقبوض عليهم من زبانية النظام السابق لم يحصلوا على مثل هذه العقوبات ...فماردكم؟
الشئ الذي لم أعد أستطيع أن أتخيله هذا العبث العجيب ... المعزول كانت  قراراته تصب في مصلحة خصومه .... الآن قرارات الخصوم تصب في مصلحة الإخوان ..... فهل يعادون بعضهم بعضا وتغابون على حساب الوطن؟
لن يرضى ما حدث وكثير من الأحداث السابقة من يوم عزل الغير مأسوف عليه للآن إلا بعض من جنرالات الداخلية وعتاة الفلول.
المرء ممكن ان يتجاوز ويتفهم الجور السياسي بحرمان شخص أو مجموعة من ممارسة حق سياسي لأن هذا جزء من صميم اللعبة السياسية في كل المجتمعات على رغم قذارته، لكن خلط ذلك مع الأمور الجنائية بحيث تحول متهم سياسي إلى متهم جنائي أعتقد أنه لايمكن تفهمه لأن ذلك يعني ببساطة أنك تستخدم أسلحة غير مشروعة وتهدم أسس النظام القضائي الذي شعاره (العدالة العمياء) بما سيؤدي في النهاية لخسارتك المعركة.
العقوبة تكون على قدر الجرم وحتى في مثل هذه الأحوال قد تكون أقل من الجرم لدرء مفاسد ولكسب احترام أناس غير جنرالات الداخلية من الذين يصوبون مسدساتهم على الرؤوس من شاشات الفضائيات. وكلامي لايعني أن يفلت أي مخالف للقانون من عقوبة لكنه يعني تحري العدل.
ممكن أن نخسر نظام،
ممكن أن نعادي نظام،
ممكن أن نحارب نظام،
لكن من غير المستساغ ولا الممكن عقلا ووطنية أن نحارب الدولة بضرب قواعدها الأساسية التي منها القضاء العادل.
 هذا المنطق هو المتسبب في حنق كثير من الناس على الإخوان لأدائهم إبان إعتصام رابعة والذي كان جزء منه يصب في اتجاه تفتيت الجيش وهو نفسه الذي سيجلب كثير من الخصوم للنظام الحالي لأنه سيفتت قضاء مصر ويفقده الإحترام في نظر الناس بما سيحول المجتمع لغابة.
أدركوا مصر قبل فوات الأوان.

ليست هناك تعليقات: