الأربعاء، 22 أبريل 2009

أقتل اليأس

أرجو من السادة القراء التمعن جيدا والتأني عند قراءة المقال الماتع الآتي ..... ربما يجد به البعض دعوة للتمرد على الإحباط والرتابة.



عزاء واجب ... لميتكم الغالي!!!؟؟؟
د. حمدي شعيب (المصريون) : بتاريخ 21 - 4 - 2009


في أحد الأيام وصل الموظفون إلى مكان عملهم فرأوا لوحة كبيرة معلقة على الباب الرئيسي لمكان العمل كتب عليها: "لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم ونموكم في هذه الشركة!؟. ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك"!؟.
في البداية حزن جميع الموظفون لوفاة أحد زملائهم في العمل، لكن بعد لحظات تملك الموظفون الفضول لمعرفة هذا الشخص الذي كان يقف عائقاً أمام تقدمهم ونمو شركتهم!!!؟.
بدأ الموظفون بالدخول إلى قاعة الكفن وتولى رجال أمن الشركة عملية دخولهم ضمن دور فردي لرؤية الشخص داخل الكفن وكلما رأى شخص ما يوجد بداخل الكفن أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام وكأن شيئاً ما قد لامس أعماق روحه!؟.
لقد كان هناك في أسفل الكفن مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن وبجانبها لافتة صغيرة تقول: "هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حداً لطموحاتك ونموك في هذا العالم وهو ... أنت"!.مكاشفة نفسية ... ورسائل تربوية!؟:
قرأت هذه الأدبية الإدارية الراقية؛ التي أتحفني بها صديق عزيز؛ فأثمرت مكاشفة نفسية فريدة؛ وفهمت رسائلها التربوية القاسية؛ والتي منها:
1-أحمد الله؛ أن مسؤولك في المؤسسة لم يدعوك لحضور العزاء في ميتك الغالي؛ وهو نفسك؛ فيضعك في هذه المكاشفة الذاتية المحرجة والمرة!؟.
2-امتلك زمام المبادرة فوراً؛ ولتكن فرصة للمراجعة والتقييم النفسي؛ قبل أن يوقفك غيرك!؟.
3-تطهر من عقلية أو نظرية المؤامرة؛ فلا تلم الاخرين قبل أن تفتش في نفسك عن الخلل!؟.
4-حياتك من صنع يدك؛ فلن تتغير عندما يتغير مديرك أو يتغير أصدقاؤك أو زوجتك أو شركتك أو مكان عملك أو حالتك المادية!؟.
5-حياتك تتغير عندما تتغير أنت؛ فتقف عند حدود وضعتها أنت لنفسك!.
6-كن أنت؛ فاعتز بشخصيتك وثق بقدراتك؛ وعلى هذا الأساس ستصنع التميز والنجاح في حياتك!.أنت ... مفتاح التغيير النفسي والمجتمعي والحضاري:
7-أما الرسالة الأخيرة الرئيسة والمهمة؛ فهي أن تتذكر هذه القاعدة القرآنية: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ". [الرعد 11]
هكذا يعلمنا الحق سبحانه؛ أن التغيير يبدأ من داخلنا!.
وهكذا يلقي علينا التبعة الفردية؛ فمسؤولية التغيير تقع على كاهلنا ذاتياً.
وهكذا يلقي على الفرد المسؤولية العظيمة في إحداث تغيير المجتمعات.
لهذا فإن التغيير الحضاري؛ مفتاحه التغيير النفسي.
ماذا يعني التغيير النفسي؟
هو عملية التحول من حالة واقعة إلى حالة منشودة.
أو عملية تنفيذ إجراءات خطة تحويل أهدافنا وأحلامنا إلى حقيقة واقعة وملموسة.
لماذا نتغير؟ أو ما هي أسباب الـ(9) للتغيير النفسي؟
أجب عن هذه الأسئلة بصدق وشفافية وبروية:
1-هل حاضرك أفضل بكثير من ماضيك؟!.
2-هل أنت سعيد بحاضرك؟!.
3-هل أنت راضٍ عن مشوار حياتك؟!.
4-هل تعتبر نفسك من ضمن الـ(3%) المميزين المبدعين؟!.
5-هل تركت أثراً طيباً؛ أو إنجازاً مادياً يرضي الله عز وجل، ثم يخدم أمتك، وتفخر به أنت وأبناؤك؟.
6-هل تملك حلماً جميلاً وهدفاً واضحاً لحياتك؟!.
7-هل تملك خطة محددة بإجراءات معلومة ومكتوبة؛ لتحقيق هذا الحلم أو الهدف؟!.
8-هل تملك الرغبة الذاتية في تغيير واقعك إلى الأفضل؟!.
9-هل تعتبر نفسك محوراً للآخرين؛ فيقتدون بك؛ ويستشيرونك في كل ما يشغلهم؛ وتؤثر فيهم؟!.
إذا كانت إجاباتك كلها (نعم): فأنت لست بحاجة لحضور دورة التغيير النفسي وفن إدارة الذات، وإذا كانت إجاباتك تشمل (لا) واحدة أو أكثر: فأنت مدعو لحضور هذه الدورة.
ما هي العلاقة بين التغيير النفسي وإدارة الذات؟!:
إذا كان علم (الهندسة النفسية) أو (مهارة التنمية الذاتية) تقوم على دعامتين أساسيتين:
الأولى: التغيير: أي تغيير النفس أو فن التعامل مع النفس.
الثانية: التأثير: أي التأثير في الآخرين، أو فن التعامل مع الآخر.
فمن هنا ندرك معنى إدارة الذات؛ فيقصد بها:
(1)فن تفجير أفضل الطاقات الذاتية.
(2)أو إدارة المرء لأفكاره ومشاعره وطاقاته الإدارة الصحيحة نحو الأهداف التى يصبوا اليها.
إذن إدارة الذات تعني الالتزام الجاد بالوسائل والآليات أو الخطوات المنهجية العملية للتغيير النفسي.
ما هو المطلوب لإدارة الذات؟
هناك ركيزتان أساسيتان لإدارة الذات:
أولاً: الاستعداد النفسي:أي امتلاك القابلية للتطوير والتغيير والنماء، وامتلاك الرغبة في التطوير.
ثانياً: التفكير الإيجابي:
أي امتلاك القناعة الداخلية بضرورة التغيير النفسي، وامتلاك الثقة بالنفس في القدرة على التغيير.
كيف نتغير؟!. أو ماذا عن منهجية التغيير النفسي؟
هناك رؤيتان أو نظريتان تضعان الخطوات العملية العامة للتغيير النفسي:
الأولى: نظرية أنتوني روبنز:فيقرر أن (مبادئ التغيير هذه نفسها التي يتوجب على فرد ما أن يتبعها لكي يستحدث تغييراً شخصياً:
الخطوة الأولى: ارفع مقاييسك.
الخطوة الثانية: غيِّر المعتقدات التي تقف حائلاً في وجهك؛ فالقناعات التي تمنح القوة، أي ذلك الإحساس بالثقة الأكيدة؛ هي التي تقف وراء أي نجاح عظيم تم تحقيقه على مدى التاريخ.
الخطوة الثالثة: بدل استراتيجيتك: إن أفضل استراتيجية في كل حالة تواجهك تقريباً هي أن تعثر على قدوة). [أيقظ قواك الخفية: كيف تتحكم فوراً بمستقبلك الذهني والعاطفي والجسماني والمالي: أنتوني روبنز]
الثانية: خماسية التغيير الذهبية المنهجية:
وهي التي تبين المحاور الخمسة للتغيير النفسي؛ وهي:
1-ارفع اهتماماتك؛ بأن تصيغ قيمك، وتسمو بأحلامك، وتحدد رسالتك في الحياة.
2-صغ قناعاتك؛ بأن تتمسك بالرسائل الإيجابية؛ لتبني ثقتك بنفسك وبإمكاناتك.
3-حدد أهدافك واكتبها، وأعلنها.
4-اتخذ قدواتك؛ لتعيش بالأمل.
5-اختر علاقاتك؛ والتصق بأهل التميز الذين يغمرونك بالرسائل الإيجابية.
وبعد؛ فهذه لمحات لإجابات سريعة حول أهم ثلاثة أسئلة في التغيير النفسي؛ وهي معناه وماهيته، وضرورته وكيفيته، أما تفاصيل ذلك فنرجو منه سبحانه أن يعيننا على توضيحه في حلقات قادمة!.
استشاري أطفال
زميل الجمعية الكندية لطب الأطفال (CPS)
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

ليست هناك تعليقات: