الجمعة، 20 مارس 2009

الخطر الداهم

قرأت في جريدة البديل التفاعلات في التعليقات على خبر الضابط الذي إعتدى على الشاب بدمياط أمام خطيبته. الوضع مؤلم فعلا أغلب التعليقات في منتهى السلبية تجاه الشرطة. هل هذا في مصلحة مصر؟ هل هذا في مصلحة جهاز الشرطة نفسه؟ بالطبع لا....إقرؤوا التعليقات على الرابط: http://www.elbadeel.net/index.php?option=com_content&task=view&id=49227&Itemid=1
وستعلموا كم الحنق من الناس.... والله أنا أستشعر خطرا من ذلك.....الناس نسوا كم التضحيات التي يقوم بها معظم عناصر الشرطة في بلدنا. أنا أعلم أن الحالة السلطوية التي يتقمصها العديد من أفراد الشرطة مع معظم الناس وخاصة عوامهم هي التي أسهمت في هذا الإحساس السلبي تجاه الشرطة.
أنا أحد هؤلاء الناس...لاأستريح لهم مع أن لي منهم أصدقاء (محترمين)....عادة لاأحب أن أتحدث مع أحد منهم ببساطة لأني أكره كلمة باشا وبيه..... لكني مع الوقت إكتشفت أن فيهم من يستحق أن يقال له ياسيدي وسأحكي لكم موقفين على ذلك وهما من خبرتي الشخصية:
الموقف الأول كان في أحد الأتوبيسات المتوجهة من دمياط إلى القاهرة، جلست بجانب أحد الضباط وكان طول الطريق يقرأ بالمصحف ويردد الأذكار، أي أن الجماعة ليسوا شياطين كما قد يتصور البعض من كثرة مانقرأ من تجاوزات البعض منهم.
أما الموقف الآخر فكان في القللي(موقف أتوبيسات دمياط في القاهرة) وكنت هذه المرة راجعا من القاهرة إلى دمياط. حصلت بعد عناء على مكان أجلس عليه فقد كان الزحام شديدا والإنتظار طويل. وبعد لحظة لمحت قطعة من الخبز على الأرض، أسقط في يدي فأنا أود أن أبعدها من طريق الناس وفي نفس الوقت أخاف أن أقوم فيجلس أحد مكاني....مضي علي بعض الوقت في ترددي هذا ويبدو أن الشاب الجالس بجانبي قد إنتبه لها فقام مسرعا وأبعدها عن الطريق. بالطبع أحسست بالخجل من نفسي على موقفي لكني أيضا لم أجعل الموقف يمر هكذا فقد أخبرت الشاب عن موقفي وشكرته على صنيعه ثم تجاذبنا أطراف الحديث في مواضيع شتى و سألته عن مهنته فإذا به ملازم في قوات الأمن بأحد محافظات الصعيد...بصراحة أنا إحترمته أيما إحترام ولا شك أن أيا من هذين الضابطين لا يمكن أن يهين إنسان أو يظلمه.
دعوتي هي ألا نضع الجميع في نفس السلة لأن هذ يمثل خطرا عظيما على أمننا فمن غير الممكن أن تعمل الشرطة بكفاءة بدون معاونة الناس لها.
وفي النهايه أدعو الله للجميع الهداية والسداد.

ليست هناك تعليقات: