الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

إنهض أيها المحارب.... هذا زمانك

هل حاصرتك الأخبار المخزية عن الوطن ؟
هل يئست؟
ماذا أنت فاعل ..... هل تذهب إلى سمسار تهريب عبر البحر ..... أم تسير في ركب الإنتهازيين ومصاصي دماء هذا الشعب المكلوم؟ ....
هل قل حماسك؟
هل ضعفت وطنيتك؟
إذا كنت كذلك...فقد أتيت لك بوصفة رائعة ... هي مقال ماتع من جريدة المصري اليوم. إقرأ واشحن بطارية وطنيتك ..... شمر عن ساعديك لإنسان جديد لاينتهي حلمه ولاإيمانه بهذا الوطن.

لا تتخاذل
بقلم د. عمار على حسن : المصري اليوم ٢/ ١٢/ ٢٠٠٨
لا تتخاذل..
فالحرية تنتزع ولا توهب، والحق إن لم تحمه القوة يضنيه الباطل، والساكت عنه شيطان أخرس، ووزر المظلوم الصابر على الظلم كوزر من ظلمه، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، وفضل العامل على العابد كفضل الرسول على سائر أمته، ومكابدة الشوق لن يخفف منها سوى دفء اللقاء، والدنيا تؤخذ غلابا، والتمنى لا يحقق مطلبا، ولا يلبى حاجة، ولا يشفى غليلا، ولا يحرر شعبا مستعمرا، ولا يرد أرضا محتلة، ولا يعيد حقوقا سليبة.
لا تتخاذل..
فالإقدام هو أقصر طريق لتنال ما تريد، والصدق نجاة، والصراحة قوة، والبذل والعطاء هو ما سيبقى للإنسان فى الأرض، والزبد سيذهب جفاء، والمستكينون سيعضون أصابع الندم فى النزع الأخير من حياتهم، والمترددون سيودون لحظة الموت لو مد الله فى أعمارهم حتى يخلعوا رداء الإحجام ويخوضوا غمار الحياة دفاعا عن وجودهم وكرامتهم.
لا تتخاذل..
فالحرية الحمراء لها ألف باب، وبابها الأبيض أوصده المستبدون والفاسدون والمحتكرون والغاصبون، والواقفون عليه سيطول انتظارهم، فلا تقف مكتوف الأيدى وتنتظر الفرج بعد الشدة، واليسر بعد العسر، والمصلحة بعد المفسدة، والتحرر بعد الاستعباد، بل قم والبس نعليك ودس على أعناق ظالميك، وامسك أفواههم الطامعة وخلص من بين أسنانهم القاطعة لقيماتك، وقوت أولادك.
لا تتخاذل..
ولا تنتظر من يؤدى دورك عنك، ولا من يدفعك إلى الأمام، ولا من يعمل من أجلك، فما حك جلدك مثل ظفرك، وما عرف منفعتك غيرك، وما ذاد عن روحك إلا ساعداك، وما حماك إلا سلاحك، وما سترك إلا جيبك وذووك، ولا تأمل فى سلطان، فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد، ولا فى قبطان فالبحار تهيج والموج يطغى وقعرها مظلم، ومذاقها أجاج. ولا تكن تابعا ذليلا، واعلم أنك إن مشيت وراء أحد فقد يضلك، وإن مشيت أمامه فقد يروغ منك، لكن سر بجانب كل المخلصين، وضع يدك فى أيديهم، كى يولد الفجر على أكفكم جميعا، وتخمش أظافركم المسنونة وجوه الجلادين، فيفروا هاربين.
لا تتخاذل..
ولا تقبل أن تموت وأنت على قيد الحياة، ولا ترض بمنطق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا، فالجبارون أغلقوا كل الصوامع، والأرض ضاقت على الناس بما رحبت، والبطون الخاوية يضربها الوهن، والجوعى لا يمكن أن يكونوا أحرارا، والعرايا ليس بوسعهم أن يتحدثوا عن الكرامة، والسبايا لا يمكنهم الحفاظ على شرفهم.
لا تتخاذل..
ولا تهرب وتترك لهم الجمل بما حمل، والنهر بما فاض وطمى، والصحراء بما انطوت عليه من زهد ورهبة وخير مطمور، بل زاحمهم وطالبهم وقض مضجعهم بالليل والنهار، فالأرض أرضك، والعرض عرضك، والشوارع والحوارى والأزقة والميادين والجسور كلها لك، فلا تقبل أن يمن عليك أحد بما هو من حقك، ولا تنتظر حتى تأتى ساعة تتسول فيها ما يقيم أودك، ويستر عورتك.
لا تتخاذل..
وكن مؤمنا بأنك ستضحك فى النهاية، وقل فى نفسك بثقة متناهية: من يضحك أخيرا يضحك كثيرا، واتل عليهم ما قاله ربك: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم»، وقل للأفاقين المتاجرين بالدين وفقهاء السلاطين ووعاظ الشياطين: إن نصر الله يتحقق بإقامة العدل ومقاومة الفساد، وحفظ الدين والنفس والعرض والمال والاستخلاف فى الأرض، وليس بالدروشة والرهبنة والزحف على البطون، والانسحاب من الدنيا بأسرها.
لا تتخاذل..
واعمل ما وسعك من أجل أن تمتلك قلب ناسك، و عقل عالم، وشكيمة فارس، وخيال شاعر، وطلاقة ريح، وكرم نهر، وفراسة صقر، وإباء نخلة، فالنخل يموت على قدميه ولا يركع. ولا تقل إن هذا صعب، فأنت خليفة الله فى الأرض، منحك من كل صفاته، وأعطاك طاقة جبارة وعليك اكتشافها. حاول فستبلغ ما تريد، وإن لم تصل فيكفك شرف المحاولة، وإن هزمتك الظروف والزمن فابتسم، فابتسامة المهزوم تخفف من زهوة المنتصر، وقد تفقده لذة الانتصار.
لا تتخاذل..
واجعل أكلك من فأسك، وقرارك من رأسك، واصنع لقدميك أرضا صلبة، وارفع هامتك، حتى تلامس أنفك الريح، ولا تنس أبدا أن التواضع لا يمكن أن يكون ذلا، ودماثة الخلق لا تعنى أبدا قبول الضيم، والصبر لا يمكن أن ينتهى إلى الخمول والخمود، وتذكر دوما أن الزمن لا يجرى فى صالح المتقاعدين والمتقاعسين، وأن لكل مجتهد نصيباً.
******************
التعليقات:
الفاضلة أم أدهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا اجد من الكلمات ما اعبر به عن صدق هذه الكلمات ووصفها بدقة عما يجول في داخلى من حب الوطن وكراهية الظلم والذل الذي نعيشه يوما بيوم في وطننا.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا اجد من الكلمات ما اعبر به عن صدق هذه الكلمات ووصفها بدقة عما يجول في داخلى من حب الوطن وكراهية الظلم والذل الذي نعيشه يوما بيوم في وطننا.

غير معرف يقول...

ما اريد ان افهمه حقا هو كيف تبيع ما ليس لك وكيف تشتري ما هو ملكك؟؟؟كيف تبيع الحكومة ماهي مكلفة بادارته وكيف يشتري الانسان وطنه؟؟؟هل اذا امتنعت عن تسلم صكوك الملكية لم يعد لي صفة بالبقاء هنا ويأتي يوم وأطرد من وطني لاني لا املك فيه ؟؟أليس هذا الوطن هو وطن المصريين منذ بدء الخليقة وحتى يوم الدين؟؟؟فكيف اشتري وطني!!!!