الخميس، 15 مايو 2008

لهذه الدرجة نكره المصنع

أب من دمياط يطرد ابنه من البيت لعمله في شركة «أجريوم»
كتب : خالد وربي البديل 14/05/2008
«أغرته الفلوس .. ابني كان من المعارضين للمشروع ولا أدري ماذا حدث له، وافق علي العمل معهم فطردته من البيت وتركته ينام في الشارع حتي الصباح» .. سواء كان مبالغا قليلا أم محقا تماما، فإن إبراهيم السلاموني كان يحكي ذلك بنبرة يكسوها الحزن الحقيقي. السلاموني والد أحد الشباب الذين وافقوا علي العمل مع مصنع الأسمدة، التابع لشركة "أجريوم" الكندية، الذي يحتج أهالي دمياط علي إقامته في مدينتهم بسبب الآثار البيئية المتوقعة من نشاطه، بينما تقول الشركة إن هذه الآثار ضمن الحدود المسموح بها . يقول السلاموني إن ابنه كان ضمن 30 شابا التقتهم قيادات من الشركة في نقابة المهندسين أمس الأول، وقاموا بتشغيلهم بشروط مغرية، حيث يبلغ الراتب 3 آلاف جنيه شهريا مقابل العمل ست ساعات يوميا لخمسة أيام في الأسبوع، بالإضافة لسيارة بسائق و21 يوما إجازة سنوية تتحمل الشركة تكاليف قضائها في أي مصيف في مصر.ويبرر رفضه شغل ابنه هذه الوظيفة بأنه يخاف عليه وعلي مستقبل أحفاده، فالمصنع ملوث - علي حد قوله - ويسأل: «ماذا لو أصابه مرض أثناء عمله ؟ ولماذا كل هذا المرتب لشاب حديث التخرج ؟» ويضيف : " في الأمر شيء خفي غير مريح " . قضية مصنع " أجريوم" تصاعدت منذ أسابيع، وتحولت لقضية رأي عام في دمياط ونظم عدد من الأهالي احتجاجات شعبية ضد إقامة المصنع ، كان آخرها مؤتمرا نظمته اللجنة الشعبية للدفاع عن البيئة في دمياط بالتعاون مع قوي نقابية وسياسية متضامنة قبل خمسة أيام .يقول جمال البلتاجي، المنسق العام لـ"اللجنة الشعبية "، إن شركة أجريوم تحاول استمالة الشباب للعمل بها وهو ما وصفه بـ" تجنيد الشباب الدمياطي"، ويضيف أنها تحاول تحسين صورتها عبر الاتفاق مع شركات دعاية وإعلان عالمية للترويج للمشروع، مؤكدا أن مثل هذه المشروعات يتم رفضه في الدول المتقدمة فيأتي إلي مصر، بل ويحصل علي الغاز بأسعار رخيصة، مطالبا بضرورة عرض المشروع علي مجلس الشعب، وألا توافق الدولة علي السماح به قبل موافقة شعبية. ورفض أعضاء المجلس المحلي لدمياط في اجتماعهم أمس بحضور المحافظ ما وصفوه بادعاءات الشركة حول حصولها علي موافقتهم، ووجهوا نداء للرئيس مبارك بوقف إنشاء المصنع، بينما أقسم العضو رشدي رخا بالطلاق ثلاثا إن تم إنشاء المصنع في دمياط.وبينما ينتظر أن تعقد شركة أجريوم مؤتمرا صحفيا اليوم يحضره المدير الكندي للمشروع وخالد سلامة المدير التنفيذي، في محاولة لتحسين موقفها ضد الاحتجاجات الشعبية، فإن أيمن العاصي المتحدث الرسمي باسم "اللجنة الشعبية " يحذر من مشروع آخر وهو "موبكو "، مؤكدا أنه بدأ العمل تجريبياً ووصفه بأنه لا يقل خطورة عن أجريوم

ليست هناك تعليقات: