الخميس، 25 فبراير 2010

الدكتور البرادعي والأستاذ فراج

هذه الأيام لا هم ولا شغل لكثير من الأقلام إلا الخوض في ظاهرة البرادعي التي ظهرت على السطح كالمحنة التي تميز الخبيث من الطيب. انقسمت الأقلام إلى أقسام عديدة منها المؤيد والممانع .... المتحمس والمشكك بل قل المتهم، وأنا هنا لست بصدد حصر أو تحليل ذلك لأني لست صحفيا ولا محللا ولا أعمل في هذه المجالات، غير أن ما شد انتباهي هي مقالات بعض المخلصين (هكذا ظني) أمثال الدكتور عبد الله الأشعل والأستاذ فراج إسماعيل (في جريدة المصريون التي لم أعد أحترم غيرها).

في حدود علمي فإن أول من هاجم الظاهرة ممن نظنهم أهل معارضة ووطنيه هو الدكتور الأشعل وكان ذلك بالتلميح في مقاله الأخير بجريدة المصريون وقد فاجأ ذلك معظم المعلقين على المقال. أما الأستاذ فراج فقد اتهم الرجل مباشرة وتلميحا أيضا وصال وجال وعاد وزاد في أكثر من مقال بجريدة المصريون وموقع قناة العربية وموقف الأستاذ فراج قد اختلف المعلقون بشأنه وإن اتهم بعض المعلقين الجريدة بحجب التعليقات المعترضة على كلام الأستاذ فراج.
أحسست من كلام الأستاذ فراج أمر هام جدا ألا وهو:
خوفه من الرجل كونه ليس له أي صبغة إسلامية غير إسمه وهذا يظهر من العديد من أقواله : مثل كلامه عن مساعدة أمريكا له- كلامه عن أنه لم يحج ولا يصلي- كلامه عن أنه يريد إلغاء المادة الثانية من الدستور- نقله لمقال لكاتب آخر يبين أن معظم مؤيدي البرادعي عليهم علامات استفهام كبيرة وخطيرة ويمكنكم الرجوع لمقالاته بجريدة المصريون للوقوف على التفاصيل.
وكما قلت أني لست محللا غير أن غيرة الأستاذ فراج جعلته لا ينتبه إلى أمر بالغ الخطورة ألا وهو إقلاق النظام القائم. فشخصي الضعيف موقن أنه من المستحيل أن يحصل أحد على الكرسي من فم النظام وأن اللعب كله سيكون للحصول على تنازلات منه. هذه التنازلات ربما تحفظ للشعب بعض حقوقه وتزيح عن ظهره عدد لا بأس به من المنافقين والكذابين. فأنا أعتقد أن الوقوف وراء البرادعي "بكل ما به" ولما له من ثقل دولي وحظوة عند أمريكا "كما يريد الأستاذ فراج أن يقنعنا" ربما يضغط على النظام لتقديم هذه التنازلات ومنها مثلا المراقبة الدولية لإنتخابات البرلمان( اتفقنا معها أو اختلفنا) والتي بلا شك ربما تسمح بعبور عدد لا بأس به من المحترمين للبرلمان والذي سينعكس وجودهم بلا شك على حالة الوطن وخاصة إن كان عددهم أكثر من العدد الحالي بحيث يسمح لهم بتهديد الحزن الوطني.
أيضا ربما "مع أنه أقرب للمستحيل" تتحرك المياه الراكدة بشأن الطوارئ وتنظيم الأحزاب وكذلك بعض مواد الدستور غير المادة الثانية لأنه من وجهة نظري المتواضعة أعتقد أنه لا يمكن تغييرها أو العبث بها بأي حال من الأحوال.

أيضا والأهم هو حالة المعارضة ذاتها التي ربما تخلص عموم الناس من المثل المأثور "إللي نعرفه أحسن من إللي مانعرفوش"


الخلاصة أنني أريد أن أستغل الحالة للحصول على بعض الفوائد ولذلك أرى أن المخلصين من أهل الأقلام يجب أن يقفوا مع الرجل في هذه المرحلة ويكدسوا ويشحذوا أسلحتهم استعدادا لخوض معارك انتحارية ضده إذا حاول أن يعبث بأي شئ من ثوابتنا.
أعود مرة أخرى للأستاذ فراج وانا هنا لا أتهمه ولا أشكك في نواياه لكني أطلب منه التوضيح:
بعد أن تركت هيافات الكرة وتفهاتها واتجهت للكتابة في الهم الوطني حظيت على احترام جميع قراءك وأنا واحد منهم إلا أن عملك في قناة العربية يضع تحتك بعض الخطوط وهي خطوط حاولت وضع بعضها في مقالاتك تحت شخص الدكتور البرادعي. وهذا رأي شخصي الضعيف في القناة والموقع. فأنا لاأعرف لماذا أحس أنهم طابور خامس لتمييع الحالة الإسلامية لما يلي:
1- مذيعات القناة يتفنن في ارتداء ما لا يليق أن تلبسه مسلمة، ولا أدري ما حكاية فتحة الصدر الواسعة أو ملابس مقدمات الفقرات الإقتصادية العجيبة.!!! واضح ياعم فراج أن هناك رسالة خفيه في ذلك. وبالتالي فقد توقفت عن مشاهدة القناه من فترة وجيزة وحتى زوجتي لاتشاهدها
2- لاحظت شيئا عجيبا أيضا وهو أنه عند تقديم بعض التغطيات من داخل السعودية لاترتدي المذيعات أي غطاء للرأس أو ملبس مناسب لحالة المملكة. طبعا المشاهد الذي يرى ذلك يقول: أن النساء بالمملكة سافرات. لأدري السبب هل هو تحدي للأعراف أو لهيئة الأمر بالمعروف !!! يا ترى ماهي الرسالة؟.
3- توقفت كثيرا عند خبر خطبة الدكتور العريفي الشهيرة والتي تحدث فيها عن جهلة الشيعة بما يستحقوا: فالخبر ظل فترة طويلة جدا على الموقع ثم حاولوا الزج به داخل معركة الإنتخابات العراقية. ياترى لماذا تفعلي ذلك ياعربية؟ وانا آخذ هذه الحالة كمثال وتوجد حالات مع علماء آخرين.
4- أخبار هيئة الأمر بالمعروف بالممكلة يتم تناولها بشكل لا يخلوا من ضغينة "هكذا أظن". فمثلا إذا كان هناك خبرا يدل على تجاوز أحد أعضائها فبه ونعمت على الرغم من المجهودات والأخبار الجيدة التي تقوم بها الهيئة. وبالمناسبة لماذا تم تلميع أحد أعضائها من مكة الذي أظهرتموه بثوب المصلح فقط لأنه قال بجواز الإختلاط ونفس الشئ تم مع إبن الشيخ إبن باز. (وللأمانه أن حالة أخبار الهيئة هذه لم أراها من مدة على الموقع)
5- قبل كتابة هذه الكلمات مباشرة بحثت عن العربية "من جوجل" مع عبد الرحمن الراشد والإسلام فوجدت عجبا. وأنا أدعو القراء للبحث بأنفسهم للوقوف على الإتهامات الموجهة ضد القناة.


الآن يا أستاذ فراج إن كان الرجل معه طابور خامس فأنت متهم مثله أنك تعمل مع طابور خامس وإن كان الرجل يحمل شيئا للإسلام "كما تظن" فالذين تعمل معهم يحملون شيئا "كما أظن" فما قولك في هذا ؟


وأود أن أنبه هنا أنني والله لا أشكك في الرجل لكني أحب  الصدق في كل شئ. ومن أحبه وأحترمه أود أن أراه أيضا صادقا في كل شئ ظاهر لي على الأقل.


أيضا أنا لست من المؤيدين للبرادعي إلا في ضوء ما مر أعلاه. فأنا عل يقين أن المفيد لمصر فعلا هو أن يتمكن جمال مبارك من الحكم ليقيني أن ذلك سيعجل بساعة الفيضان التي تظهر أماراته الآن. إلا إذا انحاز لمصر وأهلها وليس لقلة مستفيدة كما هو الحال الآن.

ليست هناك تعليقات: